Online Sense is ICDL Arabia's philanthropic arm aimed at raising public awareness on Cyber Safety.

تستغل أساليب التعدي عبر الإنترنت فضول الطفل وإتاحة استخدامه للتكنولوجيا

موقع StopCyberBullying.org

موقع متخصص في التوعية حول مخاطر البلطجة عبر الإنترنت

يتساءل الكثيرون عن الظواهر الجديدة التي انتشرت في المجتمع وعلى الأخص ظاهرة التعدي عبر الإنترنت، ويتكرر سؤال محدد على مسامعنا: “ما هو الفرق بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي؟”، وهذا السؤال هو الأكثر تكررا حينما يتحدث الناس عن مشاكل التعدي وخاصة عند حدوثه عبر الإنترنت. ولكن ألا يعتبر التعدي مسألة خطيرة بغض النظر عن وقوعه عبر الإنترنت أو في الواقع الفعلي؟

الأمر ليس كذلك تمامًا.

المغزى من طرح هذا السؤال هو الإشارة إلى وجود فروق واضحة جدًا بين أنواع التعدي، فظاهرة التعدي عبر الإنترنت باتت تمثل خطورة أكبر لكونها ظاهرة جديدة على المجتمع، والأخطر من ذلك أن الكثير ممن يتعرضون لمثل هذا النوع من التعدي لا يستطيعون مواجهة المتعدين والتعامل معهم بطريقة صحيحة

لذلك أعددنا قائمة تضم أبرز خمسة فروق بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي.

إخلاء المسؤولية: قبل الاسترسال في القراءة، يتعين عليك معرفة المعنى الحقيقي لمصطلح التعدي عبر الإنترنت وسبب تحول الأمر إلى ظاهرة في الآونة الأخيرة، ولهذا السبب دعونا نستعرض آراء الشباب وآراء الآباء وآراء المُعلمين

لماذا يعد التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي  أمرَين متشابهَين

.ربما يكون من المهم فهم أوجه التشابه بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي في العالم الواقعي قبل ظهور الإنترنت قبل إبراز الفرق بينهما

١) لا يوجد تعدٍّ سيئ وتعدٍّ مقبول

يوجد قاسم مشترك فيما بينهما وهو: التعدي، ففي كلتا الحالتين يستخدم المتعدي الترهيب أو يتصرف بطريقة عدائية لإلحاق الأذى بشخص آخر (الضحية)، فالمعتدي يعرف جيدا طريقة أداء مثل هذه الأعمال الشريرة وهو يقصد في كلتا الحالتين إيذاء ضحاياه

٢) تشابه الآثار السلبية المترتبة على التعدي

يتشابه الأثر السلبي الواقع على الضحايا جراء التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي بسبب نية إحداث الضرر في الحالتين، فقد يصاب الشخص بعد الاعتداء عليه بالاكتئاب والشعور بالوحدة وفقدان الشهية واضطراب النوم وعدم الاهتمام بأداء الأنشطة التي اعتاد ممارستها

:وهذا يرجع عادة إلى وجه التشابه الثالث بين نوعَي التعدي وهو

٣) تكرار وقائع التعدي التقليدي والتعدي عبر الإنترنت

لا يقتصر التعدي على إلحاق الأذى بالضحية مرة واحدة فقط، بل يحدث مرارًا وتكرارًا إلى أن يتسبب في إيذاء الضحية بشكل جسيم، وتسوء حالة الضحية عند شعورها بعدم اكتراث المتعدي أو شعوره بالندم، سواء أكان التعدي عبر الإنترنت أو في الواقع الفعلي

:وهذا يؤدي إلى ظهور التشابه الرابع والأخير

٤) تشترك جميع أنواع التعدي في وجود “قوة حركية”

يعتمد التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي على قوة المتعدي بحيث يكون الموقف في صالحه دائمًا، فالمتعدي سوف ينتقي فقط الشخص الذي يعتقد في ضعفه، وقد يكون التعدي لأي سبب من الأسباب، ولكن عادة ما يكون المتعدي شخصًا عدوانيًّا يستهدف أناسًا أبرياء في مواقف يعجزون فيها عن الدفاع عن أنفسهم

عادة لا يجرؤ المتعدي على مهاجمة ضحاياه إلا إذا شعر بامتلاكه القوة الكافية للقيام بذلك، وهو يخشى في كل الحالات عواقب فعلته لعلمه بأنه مذنب.


بهذا نكون قد تعرفنا على أوجه التشابه الرئيسية بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي.

لكن حان الوقت الآن لاستعراض بعض الفروق فيما بينهما، خاصة تلك التي تجعل التعدي عبر الإنترنت أكثر خطورة.

أوجه الاختلاف بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي

١) إخفاء الهوية: كيف يحمي الإنترنت المتعدي

يكمن أهم اختلاف بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي في حقيقة أن الإنترنت يمنح المجرم درجة حماية إضافية.

لماذا؟ لأن المتعدي باستخدامه للإنترنت سيتمكن من مضايقة وإرهاب ضحيته دون أن يظهر هويته.

ففي الماضي، كان الضحايا يعرفون على الأقل هوية الشخص المتعدي، ولكن في الوقت الحاضر أصبح الضحايا هم الهدفالواضح عبر الإنترنت (سواء أكان ذلك من خلال أرقام هواتفهم أو من خلال ملفاتهم الشخصية الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي) بينما يظل المعتدي مجهول الهوية.

٢) التعدي عبر الإنترنت متاح في أي مكان وفي أي وقت

يوجد فرق آخر بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي وهو إمكانية حدوث الأول في أي وقت وأي مكان، فمع توفر الدخول إلى الإنترنت يسهل على المتعدي تعقب أحد الأفراد وإرسال  تعليق عدواني  إليه.

قبل توفر الدخول السهل إلى الإنترنت للجميع كان التعدي مقتصرا على فئة معينة فقط، فكان يقتصر حدوثه خلال ساعات الدراسة وفي الأماكن التي يتواجد فيها المتعدي والضحية معا.

أما في عصرنا الحالي، فلا يوجد مكان يمكنك الفرار إليه إذا كنت من ضحايا التعدي عبر الإنترنت، فقد يتلقى الشخص الذي تم تتبعه من جانب المتعدي رسائل عدوانية منذ استيقاظه في الصباح إلى أن يخلد إلى النوم في الليل، وقد يتلقى هذا الشخص رسائل مزعجة خلال ساعات الدراسة أو خلال تواجده في منزله الخاص.

هذا ما يجعل تجنب التعدي عبر الإنترنت أمرًا صعبًا، بل وقد يتكرر نفس التعدي أكثر من مرة.

٣) سرعة انتشار حوادث التعدي عبر الإنترنت

هل سبق أن عايشت انتشار صورة أو فكرة على نطاق واسع؟

يمكن أن يتصف الناس بالعدائية سواء أكان ذلك عبر الإنترنت أو في الواقع الفعلي، ولكن تكمن خطورة التعدي عبر الإنترنت في سهولة وسرعة مشاركة المعلومات المتعلقة بالضحية.

فقد يقوم أحقر المتعدين بفضح ضحاياهم أمام العالم الافتراضي بأكمله.

في الوقت الذي يقتصر فيه معظم التعدي التقليدي على عدد قليل من الشهود، تكون هوية الشخص المتعدى عليه عبر الإنترنت معروفة لمستخدمي الشبكة كما يتم التشهير بسمعته.

والأسوأ من ذلك أن غالبية الأشخاص لا يتخذون أي موقف تجاه مثل هذه الأفعال ويعتقدون في عدم أهمية نشر مثل هذه المعلومات عبر الإنترنت، حتى إن بعض الأشخاص يلعبون دورا في مشاركة مثل هذه المنشورات العدائية وإرسالها إلى أصدقائهم مما يزيد من التعرف على الضحية وزيادة وضعها سوءًا.

(ملاحظة جانبية: إذا كنت مراهقًا، فاحرص على قراءة هذا المقال عن شهود تعرضوا للاعتداء، وهو يناقش ما يلزم عمله لمواجهة التعدي عبر الإنترنت حتى إن لم تكن أنت من بين هولاء الضحايا)

٤) تأنيب الضمير هو الأقل في عالم الإنترنت

بصفة عامة، تختلف طريقة حل المشكلات عبر الإنترنت عنها في الواقع الفعلي، فما زال الإنترنت بمثابة ظاهرة جديدة نسبيًّا لمعظم الناس، كما أنه يتطور بشكل مستمر بناءً على تفاعل مستخدميه.

بدأ الناس مؤخرا في الاعتقاد بفداحة عواقب التعدي عبر الإنترنت مقارنة بالتعدي التقليدي، فمن غير المحتمل أن يعلن الضحايا لآبائهم أو مدرسيهم عن تعرضهم للاعتداء عبر الإنترنت، خوفًا من تلقي عقاب أشد مثل منعهم من استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الخاصة بهم.

علاوة على ذلك، يؤدي عدم التفاعل الشخصي بين المتعدي والضحية إلى عدم شعور المتعدي بالذنب بسبب فعلته، لأنه لا يرى فعليًّا تأثير كلامه أو أفعاله في ضحيته عند إيذائها عبر الإنترنت، وهذا يزيد من عدوانية التعدي ويجعل الضحية أكثر ضعفًا.

الخاتمة: أهم نقاط الاختلاف بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي

على الرغم من تطلع الناس دائمًا إلى معرفة كل شيء عن عالم الإنترنت وعصر المعلومات، إلا أنه ما زال هناك اختلاف رئيسي بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي، وهو يكمن في كافة ما توصي به جميع مؤسسات أمان شبكة الإنترنت: الاحتفاظ بالأدلة

على الرغم من تشكيل بعض الاختلافات بين التعدي عبر الإنترنت والتعدي التقليدي تهديدا حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن المؤسسات قد وضعت طريقة لتسهيل أمر توثيق تلك التعديات ورفعها إلى السلطات المختصة

قد يكون التعدي عبر الإنترنت أمرًا صعب المواجهة ولكن يجب أن يكون هذا دافعًا قويًّا للتعامل مع الأمر بجدية والوقوف معًا للتصدي له، فعلى الطلاب والآباء والمعلمين ومديري المدارس أن يساهموا في زيادة التواصل مع الآخرين ومواصلة التوعية لمواجهة التعدي عبر الإنترنت

وفيما يلي بعض الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء استخدامك للإنترنت لتجنب التعرض  للاعتداء:

احترم الآخرين عبر شبكة الإنترنت: لا يمكنك أن ترى مدى تأثير تعليقاتك أو مشاركاتك في الآخرين.
تذكر دائمًا أن ما تنشره عبر الإنترنت لا يمكن إزالته.
كن مستخدمًا جيدًا للإنترنت، فأنت ستكون مسؤولا عن كل ما تنشره (وكل ما نشرته سابقًا)، فعليك التفكير في اختلاف وجهات النظر قبل نشر أي خبر أو رأي وكيفية تفاعل الناس معه.
لا تخشَ مناقشة تجربة التعدي عبر الإنترنت مع شخص موثوق به، فبما أنك أصبحت واعيًا لهذه الظاهرة، فستتحسن قدرتك على إيجاد حلول أفضل لمواجهة التعدي عبر الإنترنت.

المصادر:
– مجموعة Gale
– التوعية من البلطجة على الإنترنت (مشروع تم إنشاؤه من قبل طلاب جامعة ألينوي)
– ADSA Mobile