Online Sense is ICDL Arabia's philanthropic arm aimed at raising public awareness on Cyber Safety.

في الشهر الماضي، انتحر المراهق، سام أبيل، من مدينة ووستر بالمملكة المتحدة بطريقة مروعة. كان والداه أنيتا ومارك أبيل لديهم اعتقاد بأنه قد أصيب في حادث سيارة، ولكنهم لم يتمكنوا من تصديق ذلك عندما عرضت الشرطة لهم لقطات بالكاميرا المسجلة للحظة قفز سام من مواقف السيارات متعدد الطوابق. أجرت الشرطة تحقيقات لمدة أسابيع، لكنها لم تستطع الحصول على أي سبب مقنع وراء قرار سام الشديد. وفي هذه الأثناء، كان أنيتا ومارك يتساءلان هذا السؤال – ما الذي قد يقود طفلهما الموهوب والمرح لإنهاء حياته في صمت؟

في وقت لاحق عثرت أنيتا بالصدفة أثناء تفقدها لصور سام على جهازه اللوحي على صدمة أكثر من صدمة فقدانها له. تصفحت دردشات مجموعة على موقع Facebook التي ظن سام أنه كان يتحدث إلى أحد زملائه، لكنه لم يكن. انها تسمى المقالب.

استخدمها المتسلطون للسخرية من اسم عائلته “أبيل”، من خلال ربطه بسخرية بإعاقة والده. سخر المتسلطون من سام، أن والده كان معاقا على الرغم من اسم عائلته كونه أبيل. وكان مارك أبيل قد فقد بصره نتيجة مرض التصلب العصبي المتعدد قبل 6 سنوات.

زعم المتسلطون أن سام غير متفوق أكاديمياً وأن موهبته لامنهجية، حتى انهم اعتادوا على أن يلقبوه باسم “ذو البقع” بسبب وجود بقع على وجهه، ومعايرته لارتدائه خوذة صفراء من القماش القاسي وسترة.

في إحدى الدردشات مع صديقه، كتب سام أنه يعتقد أنه كان مجنونا وقال: “أريد أن أقتل نفسي”. وقال إنه سيثبت وجهة نظره.

قادت هذه الرسائل والدي سام لاستنتاج أنه كان يتعرض للتسلط، ولكن لم يكن هناك أسماء، أرقام فقط. استخدم المتسلطون “الهواتف ذو الاستخدام المؤقت” مع الأرقام المؤقتة التي يتم التخلص منها بعد استخدام بضع مرات. هذه الهواتف عادة ما تستخدم من قبل تجار المخدرات، انها صدمة أن الأشخاص البالغين من العمر 13 عاما كانوا يستخدمونها كمزحة ولدفع  الطفل إلى الانتحار.

هذا قد يبدو وكأنه حادث بعيد المدى، ولكن صدق أو لا تصدق، فإن طفلك معرض للتهديد بالتسلط عبر الإنترنت التي انتشرت بشكل خفي وبرزت بشكل أكثر في السنوات القليلة الماضية. والأكثر إثارة للصدمة أن الوالدين في دولة الإمارات العربية المتحدة قد يكونون غير مدركين إذا لم يكونوا على دراية بهذه الظاهرة العالمية المهلكة، والعمل على التصدي لها.


هل أنت على علم بأنشطة وأمن طفلك على الإنترنت؟

هناك تطبيقات ومواقع ويب يمكن أن تساعد الوالدين ليس فقط لمكافحة التسلط على الإنترنت ولكن أيضا لبناء أطفالهم كمواطنين مسؤولين على الإنترنت الذين يستغلون فترات انقطاعهم أمام الشاشة بحكمة. ومع ذلك، فإنه على أرض الواقع نجد أن غالبية الآباء والأمهات في المنطقة يستخدمون مثل هذه البرامج.

ووفقا لبحث أجرته مختبرات كاسبرسكي العام الماضي، فإن 26٪ فقط من الآباء والأمهات يستخدمون برامج الرقابة الأسرية في الإمارات العربية المتحدة. ووفقا للدراسة، فإن 56 % من الأطفال في الإمارات العربية المتحدة تعرضوا لتهديدات عبر الإنترنت خلال فترة ال 12 شهرا التي سبقت البحث. وشملت هذه التهديدات التعرض لمحتوى غير لائق، والتسلط عبر الإنترنت، الغرباء الخطيرين وأكثر من ذلك. قام كاسبرسكي بإجراء الدراسة على عدد 500 شخص تقريبا في الإمارات العربية المتحدة (من بين 12،550 شخصا من 21 بلدا) بعمر 16 سنة وما فوق.

“أنتم لا تتركون أطفالكم يعبرون الطريق أو يتكلمون مع الغرباء من تلقاء أنفسهم، لذلك فمن الغريب أن نرى ما يقرب من ربع الآباء والأمهات يتركون أطفالهم لتصفح الإنترنت بشكل مستقل. من السهل أن نغفل عن التهديدات الأمنية  في عالم الانترنت عندما تكون والداً مشغولاً ولكن ترك الأطفال للتعامل مع التهديدات دون مساعدة هو أمر غير آمن” أندري موشولا، رئيس إدارة المستهلكين في مختبرات كاسبرسكي معلقاً على عدم الوعي الذي تم كشفه من قبل المسح.


إليك ما يمكنك القيام به على الفور

في حين يمكنك التحكم في استخدام طفلك للإنترنت عن طريق منع المحتوى غير اللائق وتحديد وقت زمني معين للبقاء أمام الشاشة، فإن هذا النهج قد يؤدي فقط إلى عنف مضاد من الأطفال لأنهم سوف يشعرون أن حريتهم أصبحت محدودة.

لذلك، فإننا ننصح باستخدام تطبيقات أقل تدخلا التي تسمح للأطفال بتصفح الإنترنت دون الشعور بالتقييد المباشر، وتبقيكم على إطلاع فيما يتعلق بالاستخدام غير المناسب، لتتمكن من التدخل بشكل معقول كلما لزم الأمر لإرشاد الأطفال. هناك تطبيقات أخرى كبيرة مثل Bosco Parent لتتبع معدل استخدام الأطفال للإنترنت، والحصول على إشعار عند تصفحهم للمحتوى غير اللائق، مواجهة حالات التسلط المحتملة، الفرار من الهجمات العنيفة عندما يكونوا خارج المنزل، وتحديد المتصلين غير المعروفين، وتتبع الموقع الجغرافي لطفلك.

وبصرف النظر عن الحفاظ على أمان أطفالنا، فإنه من المهم أيضا أن نجعلهم يدركون أن هناك عالم كبير، جميل خارج الشاشة. انهم لن يتأثروا بالحوادث على الإنترنت كثيرا إذا تم تحويل عقولهم إلى أنشطة أخرى خارج الشاشة. يمكنك معالجة أطفالك من إدمان الشاشة عن طريق تطبيق unGlue، وهو التطبيق الذي يتيح لك تخصيص وقت لاستخدام الإنترنت، واستخدام هذا الوقت كمكافأة للعمل التطوعي للمشاركة في الأنشطة خارج الشاشة – على سبيل المثال الأعمال المنزلية وممارسة الأنشطة في الهواء الطلق.


استوعب القيمة الصحيحة للإنترنت قبل فوات الأوان

بدأت Google  مؤخرا مبادرة رائعة لجعل الأطفال على دراية أفضل بالإنترنت، ومسؤولياتهم من خلال مبادرة مثيرة للاهتمام للغاية – كن مذهلاً على الإنترنت Be Internet Awesome. انها محاولة لمساعدة الأطفال أن يكونوا آمنين ومستكشفين لعالم الانترنت بكل ثقة، وهي تغطي المواضيع التالية:

  • كن ذكياً على الإنترنت: شارك المعلومات بحرص
  • كن منتبها على الإنترنت: لا تقع ضحية للخداع
  • كن قوياً على الإنترنت: قم بتأمين بياناتك السرية
  • كن لطيفاً على الإنترنت: من الممتع أن تكون لطيفاً
  • كن شجاعاً على الإنترنت: عندما ينتابك الشك، أخرج ما في نفسك

يحتوي الموقع أيضا لعبة ممتعة تسمى  Interland، ” لعبة مغامرات على الانترنت تضع المفاهيم الرئيسية للمواطنة الرقمية والسلامة على شكل ممارسة تدريبية عملية “.