في الآونة الأخيرة، كان كثير من الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة متحمسين لاكتشاف ميزة إجراء مكالمات صوتية عن طريق تطبيق WhatsApp. وبينما اعتقد البعض أن الحظر المفروض على هذه المكالمات تم رفعه، فقد أوضحت هيئة تنظيم الاتصالات (TRA) بشكل سريع عكس ذلك، وتم حظر المكالمات مرة أخرى.
الفترة القصيرة التي استطاع الأشخاص من خلالها إجراء مكالمات عبر تطبيق WhatsApp خلقت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. يجد الأشخاص هذا النمط من الاتصالات “بديل أرخص” للمكالمات الهاتفية. ومع ذلك، تعتقد الهيئة أن هذه المكالمات تأتي على حساب الأمن القومي، وتشكل تهديدا للسلامة الشخصية للأشخاص.
تعتبر المكالمات التي تتم عبر الإنترنت من خلال تطبيقات مثل Viber و WhatsApp أرخص من المكالمات الهاتفية، وأفضل للخصوصية لأنها مشفرة، لكنها تجعلنا عرضة للتهديدات الأمنية أيضا.
وفيما يلي سلبيات المكالمات المشفرة، والآثار القانونية المترتبة عليها في هذه المنطقة، وبعض البدائل الأكثر أمانا.
ما هي المكالمات المشفرة ولماذا يفضلها الأشخاص بدلاً من المكالمات الهاتفية؟
تقنية الاتصال الصوتي عبر بروتوكول الإنترنت (المعروفة باسم VoIP) تتيح لك إجراء المكالمات من خلال شبكة الإنترنت، على عكس المكالمات الهاتفية العادية التي يتم توجيهها من خلال شبكة الهاتف من مزود الخدمة الخاص بك. في حين أن مزود خدمة الهاتف الخاص بك يفرض رسوماً لإجراء مكالمة عن طريق الشبكة الخاصة به، فإنه يمكن إجراء المكالمات عبر بروتوكول الإنترنت دون دفع أي رسوم، فقط عن طريق استخدام اتصال بالإنترنت. نعم، تكلف البيانات المال، ولكنها تعمل أرخص بكثير من فواتير الهاتف
عند إجراء مكالمة مشفرة، يتم تحويل صوتك إلى حزم من البيانات السرية التي تمر عبر الإنترنت. انها تعتبر أفضل ميزة للخصوصية لأنه لا يمكن لأي شخص أن يقوم بالتنصت في ذلك. يتم تحويل البيانات المشفرة إلى صوت فقط ليصل إلى الشخص الموجود على الجانب الآخر من المكالمة.
هل المكالمات المشفرة آمنة؟
في حين أن هذه التقنية تبدو رائعة، وتبدو وكأنها خيار طبيعي للأشخاص الذين يرغبون في تجنب دفع فواتير الهاتف المتحرك، فإن لها جانب مظلم قوي بما فيه الكفاية لتهديد الأمن القومي. يمكن استخدامها من قبل العناصر المعادية للمجتمع (على سبيل المثال الإرهابيين) لإجراء اتصالات دون أن يتم تعقبهم من قبل الأجهزة الأمنية. لا يمكن تتبع مكالمات الإنترنت المشفرة لأنها لا يمكن تسجيلها. وعلى الجانب الأخر، نجد أن المكالمات الهاتفية ترسل الأصوات كما هي عبر شبكة الهاتف، ويمكن تسجيلها لأغراض التقصي.
لماذا يتم حظر المكالمات المشفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
يتم حظر المكالمات المشفرة في الإمارات العربية المتحدة لمنع العناصر المعادية للمجتمع من استخدامها لأغراض يمكن أن تعرض الأمن القومي للخطر، دون أن يتم تعقبها. ومع ذلك، هناك بعض الذين لا يزالوا يجرون مكالمات الإنترنت عن طريق إلغاء الحظر بشكل غير قانوني هؤلاء الذين يستخدمون الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN). كما يحظر استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة في الإمارات العربية المتحدة، وقد يضطر الأشخاص الذين يستخدمون الشبكات الافتراضية الخاصة إلى دفع غرامة كبيرة بقيمة 500،000 درهم إماراتي أو أكثر. قد يواجهون أيضا اتهامات جنائية تؤدي إلى السجن، في حال تم ضبطهم يستخدمون الشبكات الافتراضية الخاصة لأغراض غير مشروعة.
كيف تشكل المكالمات المشفرة تهديدا شخصيا لك؟
في حين أن المكالمات المشفرة تصنف باعتبارها أأمن وسيلة لإجراء المحادثات، نجد أنه يمكن أن يتعرض الأمان الخاص بك للخطر أثناء محاولتك الحفاظ على خصوصيتك. ومثلما تعد المكالمات المشفرة غير آمنة للأمن القومي فإنها يمكن أن تشكل تهديدا لأمنك الشخصي أيضا. تصور هذا – أنت تقوم بإجراء مكالمة عن طريق تطبيق WhatsApp لشخص ما، وأثناء المحادثة، تتلقى تهديدا خطيرا من الشخص الذي تتحدث إليه. تقوم بتسجيل شكوى لدى الشرطة ضد الشخص الذي هددك، ولكن الشرطة ليس لديها أي دليل على صحة ذلك لأنه ليس من الممكن تسجيل المكالمات المشفرة.
بدائل للمكالمات المشفرة
الرسائل الصوتية المشفرة (مثل رسائل WhatsApp المسجلة) هي وسيلة جيدة لتجنب تكاليف المكالمات الخاصة بك، دون كسر القانون. نعم أنها ليست مثل التحدث في المكالمات الهاتفية، ولكن يمكنك استخدامها كبديل أسهل من كتابة المحادثات الطويلة. وعلاوة على ذلك، سيكون لديك سجل دائم لمحادثاتك الصوتية التي يمكنك تقديمها عندما تتعرض سلامتك للخطر.