في شهر يونيو من هذا العام، انتحرت فتاة عمرها 12 عاما مالوري غروسمان من ولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية نتيجة التعرض للتسلط الإلكتروني. مالوري هي قائدة مشجعين ولاعبة رياضية كانت طفلة اجتماعية، وكانت وفقا لصديقاتها “تتعرض للإهانات من قبل المتسلطين على Snapchat”. بعد أشهر من سوء المعاملة، وجه لها أحد المتسلطين سؤالاً: “لماذا لا تقتلين نفسك؟”.
قال والدا مالوري، ديان وسيث للصحفيين انهم طلبوا من سلطات المدرسة وأولياء أمور المتسلطين عدة مرات باتخاذ إجراءات ضد الاعتداء العاطفي على ابنتهم. ووفقا لتقرير نشر في dailymail.co.uk، فإن ديان وسيث يقاضيان منطقة مدرسة مالوري في نيو جيرسي بسبب “عدم التدخل عندما كانت تتعرض لهجوم شرس من قبل المتسلطين عبر الإنترنت” ويمكن أيضا مقاضاة أولياء أمور العديد من الفتيات الذين قاموا بالتسلط ضد مالوري في الدعوى.
أكثر ما يلفت النظر حول قضية مالوري هو ادعاء والداها أن الجميع من حولها، بما في ذلك أولياء أمور المتسلطين، والسلطات المدرسية، كان على بينة من ما يجري. في حالات انتحار مماثلة، لا يأتي التسلط عبر الإنترنت للضوء إلا بعد وفاة الضحية. وعادة لا يبلغ الأطفال عن مثل هذه الحالات بسبب الخوف من المتسلطين أو قلقهم من أن يحرمهم والديهم من الإنترنت.
هذا الحادث يثير تساؤلا حول دور أولياء أمور المتسلطين في كبح هذه الغرائز السلبية في أطفالهم. في ما يلي بعض الأشياء التي يجب على الآباء والأمهات القيام بها:
- لا تقم بشخصنة الأمور عندما يخبرك شخص ما بأن طفلك من المتسلطين، انظر إلى الأمر بموضوعية وعقل متعاطف مفتوح.
- إذا حكم عليك الأشخاص بأنك لم تفعل ما يكفي لبناء شخصية طفلك، فلا تنشغل بالأحكام الذاتية. بدلا من ذلك، ابحث بجدية عن الأسباب التي دفعت طفلك للقيام بفعل التسلط.
- الطرد أو معاقبة طفلك بشدة لكونه متسلط ليس الحل. هذا سوف يزيد من المسافة بينك وبينه وربما يجعل طفلك متمرداً ومتسلطاً أكثر.
- من المهم أن تجلس مع طفلك، وأن تجري محادثة مهذبة ومفتوحة عن السبب الذي يدفع الطفل إلى التسلط على الآخرين. سيساعدك هذا في الوصول إلى أساس هذه المشكلة
- كن على استعداد لتقبل المشاكل الأسرية المحتملة، وقم بزيارة استشاري العلاقات الأسرية
- أظهر التغيرات الحقيقية التي تطرأ على محيط الأسرة، وأظهر التعاطف لتنشئة طفلك على المثل
- أطفالك بطريقة مهذبة أن التسلط لا يعد خيارا، وتحدث باستمرار مع طفلك لمساعدته على الخروج من هذا السلوك
من ناحية أخرى، آباء وأمهات الأطفال الذين يتعرضون للتسلط يحتاجون إلى اتخاذ بضع خطوات فورية لوقف المزيد من الضرر. وفيما يلي بعض النصائح من أندالين سالفسن، خبير العلاقات الأسرية الذي يعمل على نطاق واسع في دولة الإمارات العربية المتحدة.
- خلق صورة صحية سليمة: عندما يتعلم الأطفال أن يعتقدوا أنهم يستحقون الحب، فإنهم لن يتأثرو من هجمات شخص آخر أو أكاذيبه
- تعليم الأطفال كيفية بناء حدود صحية: يحتاج الأطفال والمراهقون إلى معرفة كيفية وضع “حد فاصل” صحي حول ما هو ثمين لهم؛ صحي ومناسب “لا!”، و “نعم” مناسبة عند الضرورة. تساعد الحدود العاطفية الصحية على حماية مشاعرهم الخاصة
- بناء علاقات أسرية قوية: عندما يكون للأطفال (وخاصة المراهقين) مكان آمن للهبوط، فإنه يمكنهم أن يتشاركوا حول ما يدور ويتلقون المعلومات قبل أن يشعروا بالارتباك. الجميع يريد أن ينتمي إلى شيء والمراهقين لا يختلفون عن الجميع. يمكن للأسرة تلعب دورا كبيرا هنا