يتمثل الاستغلال عبر الإنترنت في سوء استعمال وسائل التواصل الاجتماعي أو غرف الدردشة أو غيرها من وسائل تكنولوجيا المعلومات للتلاعب بالأفراد أو الاستفادة من معلوماتهم الشخصية بطريقة غير مشروعة لتحقيق مكسب شخصي.
يعرض الأطفال أنفسهم لخطر كبير من خلال تواصلهم مع أشخاص غرباء عبر الإنترنت, ويصل هؤلاء الغرباء, ومنهم المحتالين عبر الإنترنت, عمدًا إلى المواقع التي يزورها الأطفال بشكل متكرر ويتمكنون حتى من البحث عن ضحايا محتملين استنادًا إلى مواقعهم أو اهتماماتهم.
إذا كان المحتال متواصلاً مع طفل ما بالفعل، فهو قادر على جمع معلومات مما يذكره الطفل عبر الإنترنت، بما في ذلك مكان مدرسته أو مدى بعد أو قرب سكنه من مَعلم مميز أو متجر مشهور أو غيره من المواقع.
ما الذي تعنيه الاستمالة عبر الإنترنت؟
الاستمالة عبر الإنترنت هي أسلوب يمكن أن يُتبع على مدى فترة زمنية قصيرة أو طويلة, وأحد صورها المحادثات المبدئية عبر الإنترنت والتي قد تبدو بريئةً في ظاهرها, إلا أنها غالبًا ما تنطوي على قدرٍ من الخداع, وطالما أن المحتال (عادة ما يكون شخصًا بالغًا) يحاول أن يبني علاقة مع الطفل لكسب ثقته, فقد يكذب بشأن عمره الحقيقي في البداية أو قد لا يكشف عنه مطلقًا, حتى بعد إقامة علاقة افتراضية راسخة وقوية مع الطفل, وغالبًا ما سيكون المحتال على دراية بأسماء المغنيين المشهورين أو آخر صيحات الملابس أو معلومات حول الفرق الرياضية المفضلة للطفل أو هوايات أو أنشطة أخرى تحظى باهتمامه, وسوف يحاول أن يستعين بها للتقرب منه.
تدفع مثل هذه الأساليب الأطفال لأن يعتقدوا أن لا أحد يستطيع فهمهم أو تقدير أوضاعهم سوى هذا الشخص المحتال, الذي قد يبدأ في إبراز براثنه بمجرد أن يكسب ثقة الطفل وذلك بإجراء محادثات جنسية صريحة لاختبار حدود الأخير واستغلال فضوله وخياله الجامح, ويستفيد المحتال من ذلك عن طريق كسر الحواجز وإباحة المحظورات بينه وبين الطفل, بحيث يستخدم وضعه وخبرته كبالغ ليؤثر على سلوك الطفل الضحية ويتحكم في تصرفاته.
يقوم المحتال بتملق الطفل ومجاملته والتقرب إليه بشكل مفرط وهز ثقته في نفسه من خلال الحديث عن أحاسيسه وشعوره بانعدام الأمان والتأكيد على حريته المطلقة فيما يخص مشاعره وخياراته.
تذكر: يتمثل الهدف الرئيسي لكثير من “المحتالين” في الترتيب للقاء شخصي مع الطفل!
ثمة أنواع عديدة من المتلاعبين والمحتالين المنتشرين عبر الإنترنت, إلا أن غالبيتهم سيفعل مجموعة من الأمور التالية:
- الاستفادة من معلومات المراهق الشخصية وولعه بالمغامرة وميله إلى الرومانسية على سبيل المثال.
- إقامة علاقة مبنية على الثقة والسرية: من خلال التلاعب بالطفل والإصغاء إلى مشاكله وشعوره بعدم الأمان وإبداء التعاطف معه
- التأكيد للطفل أن له الحق في تقرير مشاعره وخياراته
- استغلال فضوله الجنسي الطبيعي
- كسر الحواجز وإباحة المحظورات من خلال طرح فكرة الجنس بشكل تدريجي في المحادثات أو عرض محتوى غير مناسب على الطفل
- تملق الطفل والإشادة به بشكل مفرط وإرسال هدايا له واستثمار الوقت والمال والجهد لاستمالته
- بناء علاقة رومانسية ومتحكمة عبر الإنترنت بحيث يكون الطفل فيها هو الطرف الأضعف
- خلق فجوات بين الطفل وأسرته وأصدقائه
- تقديم وعود زائفة عن حياة رائعة وخالية من الضغوط ومهيأة خصيصًا لتلبية رغباته
- تهديد الطفل وابتزازه كي لا يبوح بما يتعرض له من أفعال مشينة