هل تتذكر كيف كانت حالتك خلال الأسابيع الأولى من السنة الدراسية؟ إذا كنت مثل باقي الأطفال فحتمًا كنت ستتمنى إجازة صيفية أطول قليلاً، وربما رغبت حينها في قضاء وقت أطول في فراشك أو أن تفعل أي شيء آخر في السابعة صباحًا (ربما النوم أيضًا).
بعد مرور سنوات قليلة، أصبحت أنت من يقوم بإيقاظ أطفاله كي يستعدوا للذهاب إلى المدرسة، فتكون المشكلة أن أولادك مثلك تمامًا.
!يعتقد بعض الأشخاص في عدم إمكانية حل هذه المشكلة، ولكن يوجد حل
فهناك بعض الأمور البسيطة يمكنك القيام بها قبل بدء العام الدراسي مباشرة وخلال الأسابيع الأولى كي يعتاد أطفالك الذهاب إلى المدرسة دون الشعور بالتعب أو الرغبة في النوم، وأفضل ما في هذا الأمر أنه: في حالة تدريبك للأطفال على القيام بهذه الأمور قبل بدء العام الدراسي سيختلف الأمر كثيرًا ويصبح أكثر سهولة أثناء الدراسة
:يمكنك الاستعانة بثلاث طرق رئيسية لتهيئة عقل طفلك للدراسة والتعلم وجعله متطلعا إلى استقبال يومه الجديد بكل حماس
1. استخدام التكنولوجيا (والحث على التعلم من المنزل)
أعلم ما يجول في خاطرك الآن: “هل تقصد استخدام التكنولوجيا لمدة أطول؟ يستخدم الأطفال التكنولوجيا بشكل مفرط بالفعل!”
لا يُعتبر استخدام الإنترنت أمرًا سيئًا، خاصة في حالة استخدامه للتعلم وتطوير الذات، فالمهم هنا هو كيفية استخدامك له وإذا كان هذا الاستخدام في النطاق المعقول.
حاول استبدال ساعة واحدة من الاستخدام الترفيهي عبر الإنترنت (مثل اللعب وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها) واستغلها في التعلم عبر الإنترنت.
إذا كنت راغبا في أن يفكر طفلك بشكل أفضل في المدرسة وأن يظل نشيطا خلال الأيام الأولى من العام الدراسي، فعليك أن تركز على عقلية ومهارات طفلك.
هذا علاوة على أن هذا التوجه يتوافق تمامًا مع ما يسعى إليه قطاع التعليم بمجلس التعاون الخليجي، فهو يسعى دائما إلى زيادة استخدام الأجهزة الذكية في مجالات التدريس والتعلم، ويمكنك أنت أيضا المساهمة في هذا الأمر بقضاء ساعة أو ساعتين لتوضيح إمكانية تحويل التعلم إلى تجربة ممتعة باستخدام الإنترنت.
بعض الأمور التي يمكنك الإفادة بها من خلال الإنترنت:
استبدل قضاء ساعة واحدة مع ألعاب الفيديو بساعة محادثة عقلانية، ثم اختر ثلاث أو أربع مقالات ترى أنها جديرة بالمناقشة وأجرِ محادثة بشأنها، كما يمكنك تضمين بعض المدونات والكتب الصوتية إذا رغب أطفالك في سماع شيء ما
يمكنك أن تنشئ قاموسًا خاصًّا بالأسرة وتبدأ بفكرة ”كلمة اليوم”.
يمكنك إجراء مقابلة مع بعض الأسر المقيمة في مجتمعك المحلي لتحصل على معلومات أكثر خاصة بجيرانك (ثم انشر ذلك على الإنترنت).
شجع أطفالك على الكتابة! يمكنك أن تحثهم على إنشاء مدونة إلكترونية خاصة بهم (بحيث يمكنهم الكتابة كل يوم).
شجع أطفالك على القراءة! أحضِر بعض كتب ومناهج العام السابق وخصص لهم وقتًا لمراجعة ما درسوه سابقًا.
2. خصص وقتًا محددًا للنوم
هل سيحب أحدكم أن يتصل به معلم الفصل ليخبره أن طفله يغفو أحيانًا أثناء الدرس؟ (لن يكون الوالد فخورا بالطبع)
بعد انتهاء عطلة صيفية أو شتوية طويلة مليئة بالمتعة وحرية النوم في أي وقت، ستعني العودة إلى المدرسة ضرورة تغيير نمط النوم.
يمكنك أن تشجع أولادك على النوم مبكرًا بدلاً من الاستيقاظ حتى منتصف الليل ومساعدتهم على النوم في وقت مبكر عن طريق تأخير الساعة ساعة واحدة كل يومين، فعلى سبيل المثال إذا كان أطفالك يخلدون إلى النوم في الساعة الثانية صباحًا يوم 15 أغسطس فتأكد من توجهم إلى الفراش في الساعة الواحدة يوم 17 أغسطس ثم عند منتصف الليل يوم 20 أغسطس وبهذه الطريقة لن يُحرم أطفالك من النوم وستنتظم مواعيد نومهم وتعود إلى المعدل الطبيعي.
أشياء أخرى تؤخذ في الاعتبار لتنظيم مواعيد النوم
أغلق جميع الأجهزة الكهربائية! حيث يساعد إرسال الرسائل النصية ومشاهدة برامج التلفزيون وألعاب الفيديو على إبقائنا في حالة من اليقظة لأن مستقبلات الضوء في أعيننا ترسل إشارات إلى المخ لتخبره بوجود “ضوء” حولنا، ويُعتبر هذا هو نفس السبب وراء خلودنا إلى النوم أثناء الليل وبقائنا مستيقظين خلال النهار، لذلك لا تقلب الليل والنهار
احرص على أن يلتزم أطفالك بمواعيد النوم المحددة أثناء عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الموسمية مثل الأعياد.
امنع شرب الكافيين تمنح مشروبات الطاقة مثل ريد بول والمشروبات الغازية مثل البيبسي الأطفال قدرًا قليلاً من الطاقة، بينما يستغرق الجسم من 3 إلى 5 ساعات ليتخلص من تأثير الكافيين لذا احرص على عدم احتساء أطفالك للقهوة بعد الساعة العاشرة مساءً.
3.القضاء على عادة تأجيل المهام
دعونا نكون صادقين: جميعنا كنا مذنبين حيال تأجيل بعض الأعمال، سواء أكان هذا الأمر لبقائنا في الفراش أو عند تواجدنا في أماكن العمل.
وهذا ينطبق بشكل كبير على الأطفال لأنهم دائمًا يؤجلون فروضهم إلى آخر لحظة، فهم سيحاولون بشتى الطرق تأجيل أداء فروضهم المنزلية حتى في الأسبوع الأول من الدراسة.
لذلك يتعين عليك كولي أمر فرض روتين صارم قبل بدء الدراسة، وحاول أن تفرض نوعًا من الروتين يُسهل أداء الفروض المنزلية ولا يجعلها عبئًا ثقيلاً.
فهذا الروتين سيفيدهم كثيرًا، وذلك بتنظيم الوقت وهو ما سيجعل التطبيقات المعتمدة على الإنترنت مثل ألعاب الفيديو ووسائط التواصل الاجتماعي لا تمثل مصدرًا لتشتت الانتباه، وهو ما سيساعدهم على التركيز بصورة أكبر على إنجاز الفروض المنزلية.
بعض النصائح لزيادة سرعة التعود على أداء الدراسة
احرص على أن يعيش أطفالك في أجواء دراسية أثناء تواجدهم بالمنزل، وشجعهم على إنجاز الفروض المنزلية فور إنهاء الدرس حتى تكون الأفكار حاضرة في أذهانهم، وبهذه الطريقة لن ينتظر أطفالك حتى آخر لحظة وستكون الفروض أسهل في إنجازها.
قم بوضع نظام تحفيزي، ستكون قد وضعت نظاما جيدا لإنجاز الفروض المنزلية حقا عند استفادة أطفالك منه، وذلك لأن معظم الأطفال يؤدون فروضهم المنزلية لأنها مفروضة عليهم ليس لرغبتهم في إنجازها، حيث يمكنك إعطاؤهم أسبابًا قوية لإنجاز الفروض المنزلية بخلاف حصولهم على تقدير ‘A’، فسبب واحد قد يكون كافيًا لتشجيعهم وتغيير طريقة تفكيرهم.
(استخدم تطبيقًا يساعدك في أداء مهمتك! يوجد تطبيق يساعدك على مراقبة استخدام أطفالك للإنترنت والسيطرة على استخدامهم للتكنولوجيا، (يمكنك أن تستفيد منه بصفة شخصية
خاتمة
.سواء أكان طفلك في بداية العام الدراسي أو في منتصفه، سيكون تطوير أدائه وعقليته من أهم الأشياء اللازمة لنجاحه الأكاديمي
.نرجو أن تكون قد استوعبت أن حسن تدبير الأمور هو المفتاح الرئيسي لحل أي مشكلة، فعليك بوضع القواعد قبل بدء العام الدراسي أو مع بدايته كي تحصل على أفضل أداء
!هل لديك أي نصائح أخرى؟ دعنا نتعرف عليها