في 11 يوليو 2017، تم تهريب واختطاف عارضة الأزياء البريطانية كلو أيلينغ في مدينة ميلانو من قبل المتاجرين بالبشر ليتم بيعها على الإنترنت المظلم كرقيق جنسي في بلد عربي. عندما وصلت صاحبة العشرين عاماً مؤخرا إلى مدينة ميلانو من أجل “جلسة تصوير”، لم يكن لديها فكرة أنها قد دخلت بالفعل في فخ وضع من قبل المجرمين على الإنترنت المظلم.
إن تحميل متصفح إنترنت محظور في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس مرتبطا بهذا الاختطاف فحسب، بل بالعديد من الجرائم الأخرى التي لا توصف. هل يبدو هذا شذوذاً؟ في العالم الخفي للإنترنت، الشذوذ هو وصف هين. نحن نتحدث عن الإنترنت المظلم (أو الشبكة الخفية)، والتي هي جزء من عالم الإنترنت المظلم الذي يعتقد الخبراء أن حجمه أكبر بحوالي 500 مرة من الإنترنت السطحي الذي نستخدمه.
يستخدم متصفح يعرف باسم (تور) The Onion Router (راوتر البصل) من قبل الأشخاص الذين يزورون الإنترنت المظلم لشراء أو بيع المخدرات والمواد الإباحية عن الأطفال والأسلحة والمتفجرات والملفات العسكرية، والعملات المزيفة، والوثائق المزورة، وخدمات تأجير القرصنة، والقاتلين المأجورين. تم تطويره في التسعينيات من قبل مختبر أبحاث البحرية الأمريكية لحماية اتصالات الاستخبارات الأمريكية على الانترنت، أصبح متصفح (تور) الآن وسيلة للمجرمين للعمل في الإنترنت المظلم دون أن يتم الكشف عنهم من قبل السلطات.
لماذا يجب أن يشعر المقيمين في الإمارات العربية المتحدة بالقلق حيال الإنترنت المظلم وبوابة العبور إليها (تور) في هذه المنطقة؟ هنا السبب – تظهر الإحصائيات على الموقع الرسمي لبرنامج (تور) أنه في شهري يناير ويونيو 2017، كان حوالي 480.000 مستخدم من الإمارات العربية المتحدة متصلين مباشرة بشبكة (تور). وهذا يمثل 7٪ من إجمالي عدد السكان الذين يستخدمون الإنترنت في دولة الإمارات العربية المتحدة. في حين يعكس هذا الرقم عدد الزيارات المباشرة، فقد يكون هناك آخرون يستخدمون متصفح (تور) عبر الشبكة الظاهرية الخاصة (VPN).
يمكن أيضا استخدام برنامج (تور) لتصفح مختلف مواقع الإنترنت الخفية غير الضارة مثل نوادي القراءة والقواميس والمواد الأكاديمية، ولكن تتزايد إمكانية أن يلجاً المستخدمين في هذه المنطقة إلى برنامج (تور) للانغماس في نشاط الإنترنت المظلم بشكل لا يمكن استبعاده. وقال محمد أمين هاسبيني، الباحث الأول في مجال الأمن في مختبرات كاسبيرسكي في دبي، لصحيفة “الخليج تايمز” مؤخرا أن متصفح “تور” و “الإنترنت المظلم” يوفران فرصة كبيرة للتحايل على القيود المفروضة على الإنترنت في الإمارات، بل وارتكاب جرائم خطيرة في البلاد.
وتعتبر زيادة عدد المستخدمين لبرنامج (تور) من دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا مرتفعة للغاية مقارنة مع أعلى معدل لعدد المستخدمين في معظم دول مجلس التعاون الخليجي (في عام 2014). وحتى في أعلى معدلاتها، شهدت مصر والمملكة العربية السعودية حوالي 48،000 مستخدم مباشر لبرنامج (تور)؛ وهذا الرقم أقل ب 10 مرات مما شهدته دولة الإمارات مؤخرا. وفيما يلي مقارنة لأعلى معدل استخدام في دولة الإمارات العربية المتحدة مع دول أخرى في دول مجلس التعاون الخليجي:
من الصعب للغاية تتبع شخص يستخدم برنامج (تور)، لأنه جزء من شبكة بكلمات بسيطة تربك أدوات تتبع الوجهات لأنشطة الإنترنت من خلال جعله يبدو وكأنه يحدث في أماكن مختلفة في وقت معين. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يستخدم برنامج (تور) في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويزور الإنترنت المظلم لغرض غير قانوني، سيكون من الصعب جدا على السلطات المختصة ان تعثر على موقعه. وذلك لأن برنامج (تور) يجعل الشخص وكأنه يوجد في عدة مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم في غضون فترة زمنية قصيرة!
الأشخاص الذين يتم إدانتهم باستخدام برنامج (تور) أو الشبكات الافتراضية الخاصة (VPNs) أو وكلاء بروتوكولات الإنترنت (البروكسي) بشكل غير قانوني في الإمارات العربية المتحدة قد ينتهي بهم الأمر إلى دفع غرامة تصل إلى 2 مليون درهم إماراتي. الغرامة الضخمة ليست السبب الوحيد الذي يجب أن يمنعك من استخدام برنامج (تور) والإنترنت المظلم. إذا تمت إدانتك بالاشتراك في أنشطة الإنترنت المظلم المحظورة، فقد تواجه إجراءات عقابية أشد قسوة مثل السجن لفترات طويلة.
من المهم بالنسبة للأشخاص ليس فقط البقاء بعيدا عن تصفح الإنترنت المظلم، ولكن أيضا الإبلاغ عن أي مستخدم للإنترنت المظلم.
يمكنك القيام بذلك عن طريق الاتصال بالرقم 8002626 أو زيارة أقرب مركز للشرطة.