.تعتبر بعض المدارس أمور التعدي عبر الإنترنت مشكلة خطيرة وأخرى لا تعتبره كذلك
تصدر دانيل فتزباتريك البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما من جزيرة ستاتن بنيويورك عناوين الصحف، بسبب انتحاره بعد كتابة رسالة يتهم فيها معلميه بعدم اتخاذ أي إجراء بعد تعرضه للمضايقة بواسطة ما لا يقل عن 5 أطفال آخرين
.فقد عثرت عليه أخته الكبرى وهو مشنوق بحزام حول العنق على سطح المنزل
:هذا مع العلم بأنه ترك وراءه خطابًا يحكي قصة معاناته، ونصها كتالي
:أكتب هذا الخطاب لأتحدث عن تجربتي المريرة في أكاديمية هولي إنجليز الكاثوليكية
في البداية كان الوضع جيدًا، حيث تعرفت على عدد كبير من الأصدقاء وحصلت على تقديرات جيدة وحياة رائعة، ولكن بعد انتقالي وعودتي إليها مرة أخرى كان الأمر مختلفًا، فقد تغير أصدقائي القدامى فلم يتحدثوا إليَّ كسابق عهدهم، حتى إنهم أصبحوا يكرهونني، إلى أن رسبت في الصف السادس، ففي هذا العام رسبت أنا وصديقي أنتوني، ولكن أنتوني حمَّلني لفك اللبس مسئولية رسوبه، وبدأ في مضايقتي والتحرش بي بمشاركة جون وماركو وخوسيه وجاك، وقاموا بذلك بشكل مستمر إلى أن تشاجرت مع أنتوني، حيث توقف الجميع ما عدا جون، فقد كان غاضبًا للغاية، وانتهي الأمر بكسر الإصبع الأصغر بسبب العراك مع جون، ثم انتهى بي الحال وأنا أتشاجر مع جون بإصبع مكسور، وتورط جون في كثير من المشاكل، ولكنني لم أتورط في أي شيء على الإطلاق، ولكنهم استمروا في الشجار ضدي، وفي النهاية استسلمت، وكذلك لم يقم المعلمون بفعل أي شيء أو الوقوف بجانبي! كمعاقبتهم على مضايقتهم لي، وفي نهاية المطاف تورطت بدلاً منهم في المتاعب، وكان أنتوني يلقي باللوم عليّ لاعتقاده بأنني سبب رسوبه، كذلك لم تفعل السيدة ماكجولدرك أي شيء حيال هذه المشكلة، ولذا لم أخبر أيًّا من المعلمين بشيء، إلا أنني أخبرت السيدة دالورا فهي المدرسة الأفضل على الإطلاق، فقد تفهمت الوضع وحاولت المساعدة، ولكن مساعدتها لم تستمر طويلاً
وحينها أردت الخروج من هذه المدرسة، لذا تضرعت وتوسلت، وفي النهاية تمكنت من الخروج منها، رسبت ولكنني لم أهتم، فقد تركت هذه المكان البائس أخيرا، وهذا كان أهم شيء بالنسبة إليّ
!هذه هي قصة دانيل فتزباتريك المأساوية، فقد تخلص من حياته وهو في الثالثة عشرة من عمره
بالرغم من التفاصيل المأساوية لهذه القصة، يعد عدم اكتراث المعلمين أو اتخاذ أي إجراء لوقف التعدي هو الجزء الأهم في هذه القصة الحزينة، والأخطر من ذلك، ما زال هناك معلمون لا يؤدون واجبهم لوقف مثل هذا النوع من التعدي، وذلك حتى مع زيادة الوعي المتعلق بمثل هذه الجرائم، حتى وإن أبلغ الطالب عن مواجهته مشكلة كبيرة
فأنت كمعلم مسئول عن طلاب، ينبغي أن تدرك أن المضايقة شيء مهين وأنها تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم اتخاذ الإجراء المناسب لمواجهتها، وتدور هذه القصة بالتحديد حول المضايقة التقليدية بين الأطفال، وقيام بعض التلاميذ باستهداف زميل لهم ومضايقته وجها لوجه، وعلى أي حال، فإن المتعدين على الأطفال عبر الإنترنت سيتمكنون من الإفلات من العقاب وذلك بسبب البعد المكاني عن الضحية بفضل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت
نداء مهم للمعلمين: من فضلك اسمح لطلابك بالتحدث عن المضايقات التي يتعرضون لها… وخاصة المضايقات عبر الإنترنت، وذلك لأنها تعد مشكلة خطيرة فهي ستتحول حتما إلى قنبلة موقوتة إذا لم يتم اتخاذ الإجراء المناسب حيالها